نموذج أنشائي

22-12-2008

نموذج انشائي:
أكتب رسالة الى احد اصدقائك تعلمه بمخططاتك المستقبليّة:

صديقي الذي تفصلني عنه الجبال والبحار, الّذي فرقتني عنه الأقدار, صديقي الغالي الذي يرقد بين ضلوعي ويعيش بين صفحات ذكرياتي. كيف حالك هذه الأيام وأنت تعيش في غربة عن المكان والزمان؟ تعيش بعيدا عنّا, عن الوطن, عن الأهل, عن أحبابك. عساك بألف خير وما أصابك إلا السعادة والهناء. اشتقت إليك أخي , وما من شئ يعوّضني صداقتك ,أعد السنوات السبع يوما بعد يوم ولكنّ انتظاري قد طال.
أمّا إذا جئت بحسن السؤال عنّي فأنا باتم صحة ولا ينقصني إلا رؤية وجهك البشوش. وقد واجهتني بعض الصعوبات في التسجيل للجامعة فقد تأخر وصول علامات البجر وت لأسباب تخص الوزارة ووقعنا نحن ضحية هذا التأخير. ولكن ذلك لن يضعف من عزيمتي ولا من إيماني بنفسي , سوف أجاهد من أجل تحقيق حلمي أن أصبح طبيبا وأخلّص الناس ولو من جزء بسيط من آلامها وأوجاعها, فأنت تدرك كيف أن المرض سلبني أمي وعاد ليسلبني أبي لولا مشيئة الله وعزم الأطباء, وأعتقد أنّ دوري قد حان لأحقق رسالتي وأجتهد وأعمل بدون كلل لأعيد بدل الأم آلاف الأمهات وأمسح الدموع من عيون الأبرياء والمساكين الذين ظلمتهم الدنيا وأتعبتهم ,هؤلاء المرضى الذين يرقدون في المشافي يتألمون ويصرخون وأنا سأمسح جبينهم وأشاطرهم همهم.
أخي اشعر وكأنني أحدثك عن يوم غد ,اشعر أنّ ذلك قريبا جدا وأتذكر معلم اللغة العربية وهو يتلو علينا عن لسان أبي القاسم الشابي:
" إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"
أعذرني أخي أن كنت قد أدخلت الحزن الى قلبك بكلامي ولكنّ ذلك جزء من حياتنا أن نعيش لنحلم ,أن نحاول إذلال الصعاب وقد تكون أحلامنا بوزن الجبال ولكن إيماننا بوزن المحيطات .
أرسل لي أخي رسالة تفرحني بنجاحك وتحدثني عن كل ما هو جديد في حياتك. وأعلم أنّ لك أخا يدعو ليل نهار أن تتألّق وان يسطع نجمك فتصبح حقا الصديق الذي يقتدى به والأخ الذي يشدّ الظهر.
مع سلامي من حيث لا ينتهي الكلام وأجمل أمنياتي لك بالنجاح .

أخوك الداعي
ليث إبراهيم ليث

[right]